منصة التسجيل وإعادة التسجيل... منصة دمار نفسي للطالب المغربي
يتعلم الإنسان من أخطائه... إلا رئاسة جامعة محمد بن عبد الله، التي تصر على تكرار نفس الإشكالات موسمًا بعد موسم، بل وتُمعن في تعقيدها.
في مغرب يفضّل الاستثمار في كرة القدم على حساب التعليم، حيث لا يُعترف بالرأسمال البشري كأولوية، يستمر قطاع التعليم في الغرق داخل مستنقع التهميش حتى حدود الغثيان. وهذا ما يعكسه واقع الجامعات المغربية التي فشلت في ولوج تصنيفات الجامعات العالمية المحترمة.
من البنية التحتية المهترئة إلى الفقر الرقمي المزمن، تتجلّى أزمة الجامعة في كل زاوية. ولعلّ أقرب مثال هو المنصة الرقمية للتسجيل وإعادة التسجيل التي تحولت من أداة مساعدة إلى كابوس يومي للطالب. نحن في القرن 21، زمن الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، الـBig Data، والتكنولوجيا الدقيقة… لكن جامعتنا البئيسة، على وزن "فعيلة"، وكأنها ما تزال تتفاعل مع تكنولوجيا التلفاز الأبيض والأسود. فأضحت عاجزة حتى على تقديم منصة إلكترونية متكاملة للطلبة يقومون بعملية التسجيل و إعادة التسجيل من دون مشاكل. والأغرب أنه حتى و الطالب القديم/مسجل من قبل بالجامعة يقوم بعملية إعادة التسجيل يحس وكأن شخصًا آخر يمنعه! يدخل معلوماته الأولية (رقم مسار و البريد الأكاديمي) فتظهر له كلمة "خطأ"، يعيد الكرة لكن لا جدوى، فيلجأ إلى مجموعة "صوت الطلبة"، فيجيبه أحد الطلاب العارفين بخبايا المنصة، فيرجع ثانية، و ينتقل للخطوة الثانية...
حيث الطالب يحاول ملأ معطياته الشخصية و كل المعلومات الأكاديمية و الشخصية الفارغة و التأكد من ما هو مملوء، يتأكد من المعلومات، يضغط على زر valider فتظهر له رسالة: "لم يتم ملء بعض الخانات". يتفاجأ، فالخانات ممتلئة! يرجع، يجدها ممتلئة، يعيد نفس السيناريو من جديد، وتبقى نفس الرسالة، وكأن شيطانًا مبرمجًا يمنعه من إتمام التسجيل.
ورغم هذا العذاب، يستمر الطالب. يعود إلى المجموعة، يجد من يرشده، يتبع مسار "ألف ميل نحو مجد إعادة التسجيل بجامعة خارج تصنيف العالم".
وأخيرًا، تظهر الورقة المنتظرة... وصل إعادة التسجيل. الطالب أحمد، يضغط على Télécharger، لكن لا جدوى. يعود لمجموعة "صوت الطلبة"، يقرأ التعاليق، ويجد الوصفة السحرية من إنتاج الطلبة أنفسهم. ينجح أخيرًا، ويحصل على الوصل. ينعم بـ"استراحة محارب".
يستيقظ في اليوم الموالي، فيظهر له إشعار جديد لأحد المنشورات من مجموعة صوت الطلبة : “خوتي الروسي مجبرتش فيه S5/S6، شنو الحل؟”. فيفتح الوصل بتردد… ويجد كل شيء في مكانه. صديقه مهدي لم يكن محظوظًا، فقد وجد فصول السنة الماضية مكتوبة، وكأنه كان يرعى الغنم بدل الدراسة، ههه.
الأهم أن هذه القصة ليست خيالية، بل واقعية تعكس حجم معاناة الطالب المغربي مع أبسط إجراء: التسجيل. قبل أن يبدأ يومه الأول في الكلية، تصفعه منصة admission وتذكّره أن "المعركة بدأت قبل دخول الجامعة".
✍️
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق